التحذير من بدعية الاحتفال بالمولد النبوي

3009 مشاهدة


خطبة جمعة ألقاها يوم الجمعة 13 ربيع الأول 1439هـ بجامع الخالدي بحي الفيحاء بمدينة جدة ونقلت نقلاً مباشراً عبر إذاعة موقع ميراث الأنبياء

إنَّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيّئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلّ له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنّ محمَّداً عبده ورسوله,اللهم صل وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين . أمَّا بعد:

فاوصيكم يا عباد الله بتقوى الله في السر والعلن  والغيب والشهادة قال الله جل وعلا:

{يَأَيّها الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ ولا تَمُوتُنَّ إلاَّ وأَنتُمْ مُسْلِمُونَ}.

عباد الله

امرَ اللهُ – عز وجل – بالأخذِ بالكتابِ العزيزِ،وسنةِ رسول اللهِ صلى عليه وسلم  ,وأمرَ بوردِّ كلِ ما يحتاجُه الناسُ اليهما, وكلِ ما تنازعوا فيه إلى كتابِ اللهِ وسنةِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم ، فقال تعالى:

{فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى الله وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِالله وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً}

قال الحافظُ ابنُ كثير-رحمه الله- في تفسيره ت سلامة (2/ 345)

قَالَ مُجَاهِدٌ وَغَيْرُ وَاحِدٍ مِنَ السَّلَفِ: أَيْ: إِلَى كِتَابِ اللَّهِ وَسَنَةِ رَسُولِهِ.

وَهَذَا أَمْرٌ مِنَ اللَّهِ، عَزَّ وَجَلَّ، بِأَنَّ كُلَّ شَيْءٍ تَنَازَعَ النَّاسُ فِيهِ مِنْ أُصُولِ الدِّينِ وَفُرُوعِهِ أَنْ يَرُدَّ التَّنَازُعَ فِي ذَلِكَ إِلَى الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ، كَمَا قَالَ تَعَالَى:

{وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ} [الشُّورَى:10]

فَمَا حَكَمَ بِهِ كِتَابُ اللَّهِ وَسُنَّةُ رَسُولِهِ وَشَهِدَا لَهُ بِالصِّحَّةِ فَهُوَ الْحَقُّ، وَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ، وَلِهَذَا قَالَ تَعَالَى:

{إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ} أَيْ: ردوا الخصومات والجهالات اِلَى كِتَابِ اللَّهِ وَسُنَّةِ رَسُولِهِ.

عباد الله

 والقرآنُ الكريم أَمَرَ بالأخذِ بكلِ ما جاء به الرسولُ – ﷺ -، والانتهاءِ عن كلِ ما نهى عنه، فقال الله – عز وجل -:

{وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا الله إِنَّ الله شَدِيدُ الْعِقَابِ} .

وقال عز وجل: { فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } (النور:63) وقال سبحانه: { لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً } (الأحزاب:21)

ولا شكّ أنّ الأخذَ بالكتابِ والسنة من أهمِ الواجباتِ وأعظم الفرائض ِوالقربات؛ لأن الأخذَ بالرأي المجرّدِ عن الدليلِ الشرعي يُوصل إلى المهالكِ والردى, والبدعةِ والهوى ولهذا قال الْحَسَنُ –رحمه الله-: (إِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ حِينَ  تَشَعَّبَتْ  بِهِمُ السُّبُلُ، وَحَادُوا عَنِ الطَّرِيقِ فَتَرَكُوا الْآثَارَ، وَقَالُوا فِي الدِّينِ برأيهم، فَضَلوا وأضَلوا)

وقال الشَّعْبِيِّ–رحمه الله-: (إِنَّمَا هَلَكْتُمْ حِينَ تَرَكْتُمُ الْآثَارَ وَأَخَذْتُمْ بِالْمَقَايِيسِ)

عباد الله

قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ وَقَدْ تَمَّ هَذَا الْأَمْرُ وَاسْتُكْمِلَ كما قال تعالى:

{ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْأِسْلامَ دِيناً } (المائدة:3).

فالشريعةُ جاءت كاملةٌ تامّة  لَا تَحْتَمِلُ الزِّيَادَةَ وَلَا النُّقْصَانَ,ومما احدثه الناسُ بعد القرونِ المفضلةِ ما يسمى بالمولدِ النبي ﷺ ,واولُ من احدثَه الروافضُ العُبِيدية في القرن الرابعِ الهجري واخذَ عنهم هذه البدعةَ اهلُ البدع بعامةِ من صوفيةٍ وغيرِهم.

قال السخاوي المصري- رحمه الله- (عملُ المَولدِ الشريف لم ينقل عن احدٍ من السلفِ الصالحِ في القرونِ الثلاثةِ الفاضلةِ وانما حدثَ بعدَ ذلك)

قال الِمِقْريزي  المصري –رحمه الله -في كتابه المواعظِ والاعتبارِ بذكرِ الخططِ والآثار (2/ 436)

(وكان للخلفاءِ الفاطميين في طولِ السنةِ: أعيادٌ ومواسم، وهي: موسمُ رأسِ السنة، وموسمُ أوّلِ العام، ويومُ عاشوراء، ومولدُ النبيّ ﷺ، ومولدُ عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه، ومولدُ الحسن، ومولدُ الحسين عليهما السلام، ومولدُ فاطمة الزهراء عليها السلام، ومولدُ الخليفةِ الحاضر…),فظهرَ من هذه النقولات ان ذلك مما اُحدث بعد القرونِ الفاضلة ولو كان خيرا لسبقونا اليه .

 فهؤلاءُ الراوفض العُبيدية الضلال أحدثوا ستةَ موالد ,واستمرت هذه البدعةُ في العامةِ والخاصةِ من الجهالِ او من اصحاب الاهواء .

عباد الله

لم يحتفل النبُي ﷺ بمولده ولم تأتِ ايةٌ في كتابِ الله امرت به ,او حثت عليه ,او ندبت اليه ,ولا جاء ذلك في سنةِ رسولِ الله ﷺ القوليةِ او الفعليةِ ولم يفعل ذلك صحابتُه الكرام  الذين احبوا رسولَ الله ﷺ وعظمُوه ووقروُه وجاهدوا معه.

فلا سنة قولية ولا فعلية ولا تقريرية وانما هي سنةٌ رافضيةٌ عُبيدية

فمع أي الفريقين انت ياعبد الله !!.

عباد الله

إن نبينا ﷺ لَمْ يَمُتْ حَتَّى أَتَى بِبَيَانِ جَمِيعِ مَا يُحْتَاجُ إِلَيْهِ فِي أَمْرِ  الدِّينِ وَالدُّنْيَا، وَهَذَا لَا مُخَالِفَ عَلَيْهِ مِنْ أَهْلِ السُّنَّةِ ,فَإِذَا كَانَ كَذَلِكَ، فَالْمُبْتَدِعُ إِنَّمَا مَحْصُولُ قَوْلِهِ بِلِسَانِ حَالِهِ أَوْ مَقَالِهِ: (إِنَّ الشَّرِيعَةَ لَمْ تَتِمَّ، وَأَنَّهُ بَقِيَ مِنْهَا أَشْيَاءُ يَجِبُ أَوْ يُسْتَحَبُّ اسْتِدْرَاكُهَا) ، فالمبتدعُ لَوْ كَانَ مُعْتَقِدًا لِكَمَالِهَا وَتَمَامِهَا مِنْ كُلِّ وَجْهٍ، لَمْ يَبْتَدِعْ ،وَلَا اسْتَدْرَكَ عَلَيْهَا.

ومن زعمَ عدمَ كمالِ الشريعةِ فقد خرجَ عن الصراطِ المستقيمِ والهدي القويم.

قال مالكٌ- رحمه الله-: “من ابتدعَ في الإسلام بدعةً يراها حسنةَ، فقد زَعَمَ أَنَّ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَانَ الرِّسَالَةَ؛ لِأَنَّ اللَّهَ يَقُولُ: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ} ، فَمَا لَمْ يَكُنْ يَوْمَئِذٍ دِينًا، فَلَا يَكُونُ الْيَوْمَ دِينًا”

فهؤلاء الذين يحيون الموالدَ لسانُ حالهِم ان الدينَ لم يكْمل وان الشريعةَ لَمْ تَتِمَّ

فأحدثوا مثلَ هذه المحدثات عياذا بالله

عبادَ الله

بعضُ الناس يقول إن أهلَ الحديثِ وأهلَ السنة لا يحتفلون بمولدِ رسولِ الله ﷺ فهم اذن لا يحبون رسولَ الله ﷺ !

فالجواب : بل نحبًه ونعظمُه ومن محبتنا له اتباعُه حتى فيما تركَ مع التزامِ سنتهِ ﷺ .

فهو القائلُ كما جاء في الصحيحين فَمِنْ ذَلِكَ مَا فِي الصَّحِيحِ مِنْ حَدِيثِ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: (مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا  مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ) ، وَفِي رِوَايَةٍ لمسلم: (مَنْ عَمِلَ عَمَلًا لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ)

وخَرَّجَ مُسْلِمٌ عَنْ جَابِرِ بْنِ  عَبْدِ الله  رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ كَانَ يَقُولُ فِي خُطْبَتِهِ: (أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ خَيْرَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ، وخيرَ الهدي هديُ محمد، وشرَ الأمور محدثاتُها، وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ)

وهو القائلُ ﷺ : (فإنه من يَعش منكم بَعْدِي فَسَيَرَى اخْتِلَافًا كَثِيرًا، فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ، تَمَسَّكُوا بِهَا،وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ ، وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الْأُمُورِ، فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ)

قال الشاطبي في الاعتصام (وَهَذَا الْحَدِيثُ فِي سِيَاقِ الْعُمُومِ، فَيَشْمَلُ كُلَّ حَدَثٍ أُحْدِثَ فِيهَا مِمَّا يُنَافِي الشَّرْعَ، وَالْبِدَعُ مِنْ أَقْبَحِ الْحَدَثِ).

عباد الله

وايةُ المحبةِ الاتباع ,وعلامةُ المحبةِ الاتباع لا الابتداع

قال الله تعالى: (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) (آل عمران 31).

عَنْ بَكْرِ بْنِ الْأَسْوَدِ، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَ نَ، يَقُولُ: ” قَالَ قَوْمٌ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ ﷺ: يَا مُحَمَّدُ، إِنَّا نُحِبُّ رَبَّنَا، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ} [آل عمران: 31] فَجَعَلَ اتِّبَاعَ نَبِيِّهِ مُحَمَّدٍ ﷺ عَلَمًا لِحُبِّهِ، وَعَذَابَ مَنْ خَالَفَهُ “

فهذه الآيةُ ايةَ الامتحان لمن زعمَ انه يحبُ رسولَ الله ﷺ

فمن زعم المحبةَ لرسولِ الله ﷺ فلْيَكن من أهلِ الإتباعِ.

عباد الله

فالواجبُ على اهل السنةِ وحملةِ الاثار ان ينشروا الاحاديثَ والسننَ والاثار

قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ : فَقُلْتُ لِلْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ: مَا إِظْهَارُ الْعِلْمِ؟ قَالَ: (إِظْهَارُ السُّنَّةِ).

أقول قولي هذا واستغفرُ الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب انه كان غفوراً رحيماً

الخطبة الثانية :

الحمدُ لله على إحسانهِ، والشكرُ له على توفيقهِ وامتنانهِ، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيماً لشأنه، وأشهدُ أن نبينا محمداً عبدهُ ورسولهُ الداعي إلى رضوانه، اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين:

اما بعد

فيامعاشر المؤمنين

اجمعَ المحققون من اهلِ العلم من مصرَ والشام ,واليمنِ والعراق ,والمغربِ والحجاز ,ونجد والسودان

على بدعيةِ المولدِ النبوي وانه احداثٌ في الدين.

 قال الحافظ العراقي -رحمه الله-(لا نعلمُ ذلك –أي عمل هذا الموالد –ولو بإطعامِ الطعام عند السلف).

عباد الله

وكيف لو راى العراقيُ -رحمه الله- المخالفاتِ والمنكرات في الموالدِ في كثيرٍ من بلدان المسلمين من الاستغاثةِ برسولِ الله ﷺ ,وهو شركٌ اكبر كقولهم : مدد مدد يارسول ,ومن المخالفات ما يسمى بالحضرةِ النبوية وان النبيَ صلى الله وسلم يحضرُ الموالد ويسامحُ الكلَ كقول حسن البنا الاخواني الصوفي وهو ينشدُ مع الصوفية :

هذا الحبيبُ مع الأحبابِ قد حضرا   وسامحَ الكل فيما قد مضى وجرى .

ومن المخالفات ايضا رقصُهم مع ضربِهم للطبالِ في المساجد وبيوت الله.

ومن المخالفات ايضا اختلاطُ ورقصُ الرجالِ والنساء .

 ومن المخالفات ايضا الغلوُ في المدائح الى غيرِ ذلك من البدعِ والمنكرات.

 عباد الله فهل امرَ النبيُ ﷺ بهذه المنكرات-عياذا بالله- ؟

فالاحتفالُ بالمولدِ النبوي بدعةٌ قبيحة من غير هذه المخالفات والخزعبلات  فكيف بها؟  

 قال العلامةُ البشيرُ الابراهيمي الجزائري (إن محمدًا – ﷺ – يطالبُكُم بإقامةِ الدينِ لا بإقامةِ المولد)

عباد الله

 في زماننا كُثرت البدعُ والمخالفات، وتواطَأَ النَّاسُ عَلَيْهَا؛ فصَارَ الْجَاهِلُ  يَقُولُ: لَوْ كَانَ هَذَا مُنْكَرًا لَمَا فَعَلَهُ النَّاسُ.

وهذه المقالةُ مقالةً باطلة ,فتحت ابوابَ البدعِ والضلالاتِ على مَصْرَعيهِ ,وتُرِكَ من اجلِها نصوصَ الوحيِ من الكتابِ والسنةِ وماعليه سلفُ هذه الامة,فَمَا أَشبه هَذِهِ المقالة بما حُكي عن أَبي علي بنِ شَاذَان بسندٍ يرفعُه إِلى عَبْدِ اللَّهِ  بْنِ إِسحاق الجَعْفَري؛ قَالَ: كَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ ـ يَعْنِي ابْنَ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ ـ يُكْثِرُ الْجُلُوسَ إِلى رَبِيعَةَ ، فَتَذَاكَرُوا يَوْمًا [السنن] ، فَقَالَ رَجُلٌ كَانَ فِي الْمَجْلِسِ: لَيْسَ الْعَمَلُ عَلَى هَذَا، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: أَرأَيتَ إِن كَثُرَ الْجُهَّالُ حَتَّى يَكُونُوا هُمُ الحُكّام، أَفهم الْحُجَّةُ عَلَى السُّنَّة؟ فَقَالَ رَبِيعَةُ: أَشهدُ أَن هَذَا كَلَامُ أَبناءِ الأَنبياءِ. انْتَهَى.

قال الشاطبي –رحمه الله – معلقا على هذا الأثر (إِلَا أَني لا أَقولُ الجهال، بل أَقولُ: أَرأَيتَ إِن كَثُرَ المُقَلِّدون، ثُمَّ أَحدثوا بِآرَائِهِمْ فَحَكَمُوا بِهَا، أَفهم الْحُجَّةُ عَلَى السُّنّة؟ لا, وَلَا كَرَامَةَ!)

فأحذروا ياعباد الله البدعَ والخرافات وكونوا من اهلِ الاتباع عقيدةً ومنهجًا واخلاقًا وقولاً وعملاً

اللهم اجعلنا من المتبعين لسنة رسولنا الكريم ﷺ

اللهم اجعلنا من المحبين لسنة رسولنا الكريم ﷺ

اللهم اجعلنا من المبغضين والمجانبين للبدع والاهواء .


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جميع الحقوق محفوظة لـ موقع الشيخ أسامة بن سعود العمري © 2023
Made By Wisyst.com