“حديث موضوع في التبشير بشهر رمضان”
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
فلقد انتشرت هذه الرسالة في وسائل التواصل الإجتماعي وغيرها وهي:(هذه تهنئة رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه بقدوم رمضان ، وأنا أهنئكم بها:( أتاكم رمضان شهر يغشاكم الله فيه،، فينزل فيه الرحمة ،، ويحط الخطايا،، ويستجيب الدعاء ويباهي بكم ملائكته، فأروا الله من أنفسكم خيرًا ،، فإن الشقي من حُرِم فيه رحمةَ الله ).
فأقول مستعيناً بالله:
إن هذا الحديث رواه الشاشي في مسنده وغيره من مسند عبادة بن الصامت-رضي الله عنه-.
ولكنه حديث موضوع فإن علته:
محمد بن ابي قيس وقيل ابن قيس-بل قيل إنهم قلبوا اسمه على مئة وجه ليخفى!!.
وهو محمد بن سعيد المصلوب كذاب وضاع،ومعلوم كلام ائمة الجرح فيه،قال الإمام البخاري-رحمه الله- عنه”محمد بن سعيد الشامي المصلوب،كان صلب في الزندقة متروك الحديث”، وكذبه الثوري-رحمه الله- ولكن يحي ابن معين قال عنه:”وليس كما قالوا:صلب في الزندقة،ولكنه منكر الحديث” انظر: الضعفاء للعقيلي وغيرها من كتب الجرح والتعديل.
على كل فلا يحل لمن عرف حال هذا الحديث أن ينشره إلا على سبيل التحذير لا التقرير بالتهنئة والتبشير،وفي الأحاديث الصحيحة غنية.
قال ابن حبان-رحمه الله-:”كان يضع الحديث على الثقات،لا يحل ذكره-يعني المصلوب-إلا على وجه القدح”.
فإسناد فيه المصلوب إسناد مظلم.
والله المستعان
كتبه
أبو الحارث أسامة بن سعود العمري.
يوم الأحد ٣٠/شعبان/١٤٤٠.
جدة-حرسها الله-وسائر بلاد المسلمين.
جزاكم الله خيرا