الحمد لله، أما بعد:
فلقد شاعَ استعمالُ كثير من الألفاظ الدخيلة بين المسلمين بل بين بعض كبار المدرسين، وسبب شيوع كثير منها “أن أكثر الناس في هذا الزمان، لا يتعلمون الإنشاء في مدارس اللغة العربية، ولا في كتب اللغة العربية، وإنما يتلقونه من الإذاعات والصحف،فكل خطأ يشيع في هذين المصدرين تنطلق به الألسن والأقلام بدون تفكير ولا تمييز، وربما استعمله بعض كبار الأساتذة الذين يرجى منهم المحافظة على صحة الإستعمال، وجمال اللغة، وتنقيتها من المولد والدخيل الذي لا حاجة إليه”
انظر تقويم اللسانين ص ١٤.
ولقد سمعتُ مذيعاً يقول :” نحن متواجدون كمذيعين في المكان الفلاني من فترة كذا إلى كذا”
ولقد غلط المذيع عدة أغلاط وهي :
1/ قوله” متواجدون”:من الوجد، الذي معناه: أظهر وجده، أي حبه الشديد، وليس من الوجود والحضور.
فكأنه قال: نحن سنظهر حبنا الشديد…!!!!
2/ قوله “كمذيعين” : دخول الكاف الدخيلة الاستعمارية، كقول بعضهم: “نحن كمسلمين نرحب بكم”، فهو هنا كأنه يقول:نحن المتشبهين بالمسلمين، فالكاف هنا كاف التشبيه.
3/ قوله “من فترة..” فالفترة: هي الوقت بين العملين، وليست هي وقت العمل، فوقت انقطاع العمل يسمى فترة.
والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
اترك تعليقاً