إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد معاشر الفضلاء السلام عليكم ورحمة الله وبركاته : الحمد لله أن هيأ مثل هذه اللقاءات ومثل هذه المجالس العلمية الشرعية فإن هذا من فضل الله -سبحانه وتعالى- وتوفيقه وإمتنانه فنحمد الله -عز وجل- على هذا الفضل. أحبتي في الله: سأتكلم عن فضل القرأن الكريم، فإن إنزال القرأن الكريم على هذه الأمة منة عظمى ونعمة كبرى لأنه سبيل الهداية وطريق السلامة من الضلال والغواية قال الله -سبحانه وتعالى- (فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَىٰ، وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىٰ) [طه: 123-124]، فمن أهم الأمور وأعظمها العناية بالقرأن والحرص على كتاب الله -سبحانه وتعالى- فإن القرأن الكريم هو رأس كل خير وأصل السعادة ومصدر الهداية والشفاء قال الله -سبحانه وتعالى- (إِنَّ هَٰذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا، وَأَنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا) [الاسراء: 9-10]، قال الحافظ أبن كثير -رحمه الله- [يمدح تعالى كتابه العزيز الذي أنزله على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم وهو القرأن بأنه يهدي لأقوم الطرق وأوضح السبل ويبشر المؤمنين به الذين يعملون الصالحات على مقتضاه أن لهم اجرًا كبيرًا أي يوم القيامة وأن الذين لا يؤمنون بالآخرة أي ويبشر الذين لا يؤمنون بالآخرة أن لهم عذابًا أليمًا أي يوم القيامة كما قال تعالى (فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ)[الإنشقاق:24]]. والله -سبحانه وتعالى- قال في فضل القرأن (قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ) [فصلت:44]، فالقرأن الكريم هدى وشفاء فهو الهادي إلى طريق الرشد والصراط المستقيم وهو الهادي إلى العلوم النافعة فبه تحصل الهداية التامة وهو الشفاء لأهل الإيمان من الأسقام البدنية والأسقام القلبية لأنه زاجر عن مساوي الأخلاق وأقبح الأعمال والأقوال ويحث القرأن على التوبة النصوح التي تغفر الذنوب وتشفي القلوب فقال الله -سبحانه وتعالى- أيضًا في فضل القرأن (كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ) [ص:29]، قال الله (كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ) أي فيه خير كثير وعلم غزير، فيه كل هدى من ضلالة وكل شفاء من داء وهو النور الذي يستضاء به في الظلمات وفي القربات كل حكم يحتاج إليه المكلفون والحكمة من إنزاله ليدبروا آياته فتدبر القرأن من أعظم القربات ومن أحسن الطاعات، قال العلامة أبن سعدي -رحمه الله- (أن القراءة المشتملة على التدبر أفضل من سرعة التلاوة التي لا يحصل بها هذا المقصود) أنتهى كلامه -رحمه الله- . وقال سبحانه في فضل القرأن أيضًا (وَهَٰذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) [الانعام:155]، وهذا أي القرأن العظيم والذكر الحكيم كتاب أنزلناه مبارك أي فيه خير كثير والعلم الغزير وهو الذي تستمد منه سائر العلوم وتستخرج منه البركات فما من خير إلا وقد دعا إليه ورغّب فيه وما من شر إلا وقد نهى عنه وحذّر منه وذكر الأسباب الميسرة عن فعله قال الله (فأتبعوه) أي فيما يأمر به وينهاه ثم قال (واتقوا) أي أتقوا الله أن تخالفوا له أمر لعلكم إن أتبعتموه أي أتبعتم القرأن الكريم ترحمون فأكبر سبب في نيل رحمة الله أتباع هذا الكتاب علمًا وعملًا . معاشر المؤمنين : ثبت عند مسلم في صحيحه وغيره عن تميم الداري -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال (ان الدين النصيحة قلنا لمن يا رسول الله ؟ قل لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم) قال الحافظ أبن رجب -رحمه الله- (وأما النصيحة لكتاب الله فشدة حبه وتعظيم قدره إذ هو كلام الخالق وشدة الرغبة في فهمه وشدة العناية بتدبره والوقوف عند تلاوته فالناصح لكتاب ربه يعتني بفهمه ليقوم لله بما أمره به كما يحب ويرضى ثم ينشر ما فهم في العباد ويديم دراسته بالمحبة له والتخلق بأخلاقه والتأدب بآدابه) أنتهى كلامه -رحمه الله-. وثبت عند البخاري في صحيحه وغيره عن عثمان أبن عفان -رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (خيركم من تعلم القرأن وعلمه) وثبت أيضًا عند البخاري من حديث عثمان مرفوعًا (أن أفضلكم من تعلم القرأن وعلمه) قال أبن بطال في شرح البخاري (حديث عثمان يدل على أن قراءة القرأن أفضل أعمال البر كلها لأنه إنما وجبت له الخيرية والفضل من أجل القرأن وكان له فضل التعليم جاريًا ما دام كل من علمه تاليًا) أنتهى كلامه -رحمه الله- . فخيار الناس أهل القرأن من تعلم القرأن وعمل به وعلّمه الناس، وروى مسلم في صحيحه عن أبي أمامة الباهلي -رضي الله عنه- قال سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول (اقرأو القرأن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعًا لأصحابه) .. الحديث ويقول -عليه الصلاة والسلام- (القرأن حجة لك أو عليك) رواه مسلم، والمعنى أنه حجة لك إن عملت به أو حجة عليك إن لم تعمل به . معاشر طلاب العلم: ثبت عن عائشة -رضي الله عنها- أنها قالت: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- (الماهر بالقرأن مع السفرة الكرام البررة والذي يقرأ القران ويتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران) رواه البخاري ومسلم، فيشرع للمؤمن أن يجتهد في قراءة القرأن ويتحرى الصواب ويقرأ على من هو أعلم منه حتى يستفيد ويستدرك أخطائه وهو مأجور ومثاب وله أجره مرتين إذا أجتهد وتحرى الحق . أحبتي في الله: قال شيخ الإسلام أبن تيمية -رحمه الله عز وجل- في مقدمة التفسير (وحاجة الأمة ماسة إلى فهم القرأن الذي هو حبل الله المتين والذكر الحكيم والصراط المستقيم الذي لا تزيغ به الأهواء ولا تلتفت به الألسن ولا يخلق عن كثرة الترديد ولا تنقضي عجائبه ولا يشبع منه العلماء من قال به صدق ومن عمل به أجر ومن حكم به عدل ومن دعا إليه هدي إلى صراٍط مستقيم ومن تركه من جبار قصمه الله ومن أبتغى الهدى بغيره أضله الله -عز وجل-) أنتهى كلامه -رحمه الله- ، وهذه الألفاظ من شيخ الإسلام -رحمه الله- قد جاءت في حديث مرفوع ولكنه حديث ضعيف وإن كان الحديث ضعيفًا ولكن معناه حق وهو وصف مطابق للقرأن وقد صح بإلفاظ أخرى ما ثبت مرفوعًا عن أبي سعيد -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال (كتاب الله هو حبل الله المدود من السماء إلى الأرض) قال الشيخ أبن عثيمين -رحمه الله- (ومعنى هو حبل الله المتين أي العهد القويم الذي جعله الله سببًا في الوصول إليه والفوز بكرامته فهو حبل الله لأنه موصل إلى الله تعالى والمتين القوي فلا وسيلة يعرف العبد بها ربه أقوى من القرأن الكريم) . قال النووي -رحمه الله- في شرح صحيح مسلم في قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- (كتاب الله -عز وجل- هو حبل الله) قيل المراد بحبل الله هو عهده، وقيل السبب الموصل إلى رضاه ورحمته، وقيل هو نوره الذي يهدي به وهذا الذي قد ذكره الحافظ النووي -رحمه الله- عن معنى حب الله هو من باب إختلاف التنوع وليس من باب إختلاف التضاد . قال شيخ الإسلام أبن تيمية -رحمه الله- [يجب أن يعلم أن النبي -صلى الله عليه وسلم- بيّن لأصحابه معاني القرآن كما بيّن لهم الفاظه وقوله تعالى (لتبينوا للناس ما نزل اليهم) يتناول هذا وهذا] . وقد قال أبو عبدالرحمن السلمي (حدثنا الذين كانوا يقرؤوننا القرأن كعثمان أبن عفان وعبدالله أبن مسعود وغيرهما أنهم كانوا إذا تعلموا من النبي -صلى الله عليه وسلم- عشر آيات لم يجاوزوها حتى يتعلموا ما فيها من العلم والعمل قالوا فتعلمنا القرأن والعلم والعمل جميعًا)، ولهذا يقول شيخ الإسلام (كانوا يبقون مدة في حفظ السورة)، وقال أنس (كان الرجل إذا قرأ البقرة وآل عمران جلّ في أعيننا)، وأقام أبن عمر -رضي الله عنه وعن أبيه- على حفظ البقرة عدة سنين قيل ثمان سنين ذكره مالك، وذلك أن الله -سبحانه وتعالى- قال (كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ ) [ص:29]، وقال (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ) [النساء:82]، يقول شيخ الإسلام (وتدبر الكلام بدون فهم معانيه لا يمكن) أنتهى كلامه -رحمه الله- . فينبغي على طلاب العلم أن يعتنوا بقراءة كتاب الله -سبحانه وتعالى- ويعتنوا بحده كما أنهم يعتنون بتقويم حروفه، فكما أن الطالب يقرأ القرأن على شيخه أو على معلمه حتى يقّوم المعلم قرءاة هذا الطالب فكذلك ينبغي على طلاب العلم بل على المسلمين جميعًا كما أنهم يحرصون على حفظ كتاب الله -سبحانه وتعالى- وعلى حفظ السورة من كتاب الله -سبحانه وتعالى- وكذلك ينبغي عليهم أن يقتدوا بصحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بإنهم يتعلمون ما في الآيات من العلم والعمل كما قال أبو عبدالرحمن السلمي (حدثنا الذين كانوا يقرؤننا القرأن كعثمان أبن عفان وعبدالله أبن مسعود وغيرهما أنهم كانوا إذا تعلموا من النبي -صلى الله عليه وسلم- عشر آيات لم يجاوزوها حتى يتعلموا ما فيها من العلم والعمل قالوا فتعلمنا القرأن والعلم والعمل جميعًا) لذلك ما يفعله بعض الناس في كتاتيب تدريس كتاب الله -سبحانه وتعالى- للصبيان أو لغيرهم من جهة أنهم يعلّمون الصبي أو يعلّمون الذي يريد أن يحفظ كتاب الله تقويم الحرف فقط دون تعليمه شيئًا من التفسير هذا لم يكن عليه صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وكما قال شيخ الإسلام -رحمه الله- (ولهذا كانوا يبقون مدة في حفظ السورة) لذلك كما قال أنس ونقله شيخ الإسلام (كان الرجل إذا قرأ البقرة وآل عمران جلّ في أعيننا) كما قام أبن عمر على حفظ البقرة عدة سنين، كل ذلك لأنهم يحفظون القرأن ويتعلمون العلم والعمل ولكونهم يأخذون بالقرأن تدبرًا وعلمًا وعملًا لذلك الله -سبحانه وتعالى- قد قال (وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَٰذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا) [الفرقان:30] قال أبن القيم -رحمه الله- معددًا أنواع هجر القرآن قال: (هجر القرأن أنواع أحدها هجر سماعه والإيمان به والإصغاء إليه وهذا أول أنواع الهجر) هجر القرأن أنواع أحد أنواع هذا الهجر هجر سماعه والإيمان به والإصغاء إليه (والثاني هجر العمل به والوقوف عند حلاله وحرامه وإن قرأه وآمن به) فالذي يقرأ القرأن ويؤمن بالقرأن ولكن لا يعمل بالقرأن ولا يقف عند حلاله وحرامه فإن هذا من أنواع الهجر وقد ذكره العلماء -رحمهم الله عز وجل- (الثالث هجر تحكيمه والتحاكم إليه، الرابع هجر تدبره وتفهمه ومعرفة ما أراد المتكلم به منه، والخامس هجر الإستشفاء والتداوي به في جميع أمراض القلب وأدوائه فيطلب شفاء دائه من غيره ويهجر التداوي به) بعض الناس يطلب شفاء دائه من غير كتاب الله -سبحانه وتعالى- ويهجر التداوي بكتاب الله -عز وجل- قال أبن القيم بعد ذلك [وكل هذا داخل في قوله (وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَٰذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا) وإن كان بعض الهجر أهون من بعض] أنتهى كلامه -رحمه الله- . وقال الشيخ أبن عثيمين رحمه الله -عز وجل- (أما مفهوم هجر القرأن فهو نوعان الأول: هجر لتلاوته، والثاني: هجر للعمل به، والثاني أشد وأعظم) يقول شيخنا -رحمه الله (والثاني أشد وأعظم لأن الإستكبار عن العمل لما في القرأن قد يكون كفرًا أما هجر التلاوة فإنه لا يمكن لأي أحد من المسلمين أن يهجر تلاوة القرأن أبدًا) قال شيخنا -رحمه الله- في معرض كلامه عن نوعي هجر القرأن قال (والثاني أشد وأعظم لأن هجر العمل بالقرأن أشد وأعظم من هجر التلاوة) قال: (لأن الإستكبار عن العمل بما في القرأن قد يكون كفرًا أما هجر التلاوة) يقول شيخنا (فإنه لا يقيم لأي أحد من المسلمين أن يهجر تلاوة القرأن أبدًا حتى العجائز في بيوتهن لا يهجرن القرأن لأنه ما من مسلم إلا ويقرأ الفاتحة وما تيسر من كتاب الله وإذا قرأ الفاتحة وهي أم القرأن وما تيسر فليس بهاجر للقرأن) قال أيضًا (فلا يتصور من أحد من المسلمين إلا من نشأ في بلاد بعيدة وصار لا يعرف حتى الفاتحة وإلا فسوف يقرأ في الصلاة الفاتحة وما تيسر) يقول الشيخ (لا يتصور من أحد من المسلمين أنه قد هجر تلاوة القرأن لأنه يقرأ القرأن ولو في الصلاة بالفاتحة وما تيسر) قال (الثاني وهو الأشد والأعظم) كما ذكر الشيخ قبل ذلك قال (هجر العمل به) قال (وهذا هو الخطير وبهذا قال الله -سبحانه وتعالى- (وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَٰذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا) أي يقرأون القرأن ولا يعملون به) قال الشيخ (وهذا هو الخطر الذي يخشى على الأمة منه ولقد قال الرسول -صلى الله عليه وسلم- في وصف الخوارج أنهم يقرأون القرأن لا يجاوز حناجرهم لأنهم لا يعملون به وإن عملوا به ظاهرًا لكن القلوب خراب منه) أنتهى كلامه -رحمه الله- ، وقال عبدالله ابن مسعود -رضي الله تعالى عنه وأرضاه- (ينبغي لقارىء القرأن أن يعرف بليله إذا الناس ينامون) قال أبن مسعود -رضي الله عنه- (ينبغي لقارىء القرأن أن يعرف بليله إذا الناس ينامون وبالنهار إذا الناس يفطرون وببكائه إذا الناس يضحكون وبورعه إذا الناس يخلطون وبالصمت إذا الناس يخوضون وبخشوعه أذا الناس يختانون وبحزنه إذا الناس يفرحون) أنتهى كلامه، هذا الصحابي الجليل -رضي الله عنه وأرضاه- . فينبغي على جميع المكلفين من الرجال والنساء ومن الجن والإنس أن يعتنوا بكتاب الله -سبحانه وتعالى- وأن يعتنوا بقراءة هذا القرآن وأن يعتنوا بالعمل به وأن يعتنوا بحفظه وتدبر آياته فإن هذا القرأن هو كلام الله -سبحانه وتعالى- وهو كلام الله غير مخلوق منه بدأ وإليه يعود لذلك إذا علم العبد أن هذا القرأن هو كلام الله فإنه لا يشبع من قراءة كتاب الله -سبحانه وتعالى- ولا يشبع من تدبر كلام الله -سبحانه وتعالى- ولا يشبع من إستماع كلام الله -سبحانه وتعالى- فينبغي على عموم المكلفين أن يهتموا وأن يحرصوا على هذا القرأن وأن يكونوا من عباد الله -سبحانه وتعالى- التالين له فإنه إن كانوا كذلك فإنه سيحصل الخيرية في الدنيا والأخرى . والله تعالى أعلى وأعلم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
اترك تعليقاً