سلسلة “مقال الجمعة(١)” (شرابُ الهوى حلوٌ،لكنه يورثُ الشّرَقَ)

995 مشاهدة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
فمن جميل المنقول ما قاله العلامة ابن القيم رحمه الله:”
من لاح له كمال – وجمال-الآخرة، هان عليه فراق الدنيا” بدائع الفوائد ١١١٨/٣.

قلت:
من لاح له كمال وجمال ما عند الله من النعيم المقيم،ورؤية رب العالمين،وما اعده الله للمتقين في جنات النعيم جزاء بما كانوا يعملون،كما ثبت من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى : أَعْدَدْتُ لِعِبَادِي الصَّالِحِينَ مَا لَا عَيْنٌ رَأَتْ وَلَا أُذُنٌ سَمِعَتْ وَلَا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ ذُخْرًا بَلْهَ مَا أُطْلِعْتُمْ عَلَيْهِ ) ، ثُمَّ قَرَأَ ( فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ )رواه البخاري ( 3072 ) ومسلم ( 2824 )،هانت عليه الدنيا وأعطاها قدرها الذي جاء في الشرع.

لكن من تتبع خطوات الشيطان وعمل بالشر ارضاء لعدو الله إبليس، هانت عليه الآخرة،ولاح له جمال الدنيا الزائل،وقدم الخسيسة الفانية،على النفيسة الباقية.

قال الحافظ ابن كثير-رحمه الله-في تفسير قوله تعالى {والآخرة خير وأبقى}:(أي : ثواب الله في الدار الآخرة خير من الدنيا وأبقى ، فإن الدنيا دنية فانية ،والآخرة شريفة باقية ، فكيف يؤثر عاقل ما يفنى على ما يبقى ، ويهتم بما يزول عنه قريبا ، ويترك الاهتمام بدار البقاء والخلد ؟!).

وقلَّما كانَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ يقومُ من مَجلسٍ حتَّى يدعوَ بِهَؤلاءِ الكلِماتِ لأصحابِهِ ومنها”… ولا تجعَل مُصيبتَنا في دينِنا ، ولا تجعلِ الدُّنيا أَكْبرَ همِّنا ولا مبلغَ عِلمِنا…”.

اللهم لا تجعل مصيبتنا في ديننا، ولا تجعل الدنيا أكبر همنا، ولا مبلغ علمنا.

كتبه
أبو الحارث أسامة بن سعود العمري
غفر الله له ولوالديه ولمشايخه وللمسلمين والمسلمات.
بعد صلاة الجمعة الموافق ١٩ محرم ١٤٤٣


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جميع الحقوق محفوظة لـ موقع الشيخ أسامة بن سعود العمري © 2023
Made By Wisyst.com