تضاؤل في التفكير وتسطيح للأفهام في طريقة السلام والمصافحة بين كثير من الأنام

833 مشاهدة

الحمد لله، أما بعد:
فلقد صح عند مسلم من حديث عائشة رضي الله عنها “عشر من الفطرة… – وذكر منها-… غسل البراجم”

“وغَسْل البَرَاجِم”: أي غَسْل مَفَاصِل الأصابع الظاهرة والباطنة؛ لأنها مواضع تجتمع فيها الأوساخ؛ لتجعدها وانكماشها.

فما يفعل الان من المصافحة بالبوكس – إن صح التعبير – باطل من وجوه :
١/ فيه تسطيح للأفهام وتضاؤل في التفكير.
٢/ إحداث هيئة للمصافحة لم ترد.
٣/ أن المصافحة بالبوكس مظنة نقل العدوى أيضا بجامع أن كل من المصافحة باليد وهذه الهيئة المصافحة بالبوكس، لمس وعدم تباعد بالجسد مع جمع للقذر في البراجم.

**وكذلك اللفظة الدارجة “السلام نظر” أيضا لفظة محدثة، وإنما يكون “السلام بالكلام”فالكلام هو الوارد في شريعة الإسلام والمترتب عليه الأجر والثواب، فعن عِمران بن حصين- رضي الله عنهما-قَالَ: جاءَ رجُلٌ إِلَى النَّبيِّ ﷺ فَقَالَ: السَّلامُ عَلَيكُم، فَرَدَّ عَلَيْهِ، ثُمَّ جَلَسَ، فَقَالَ النبيُّ ﷺ: عَشْرٌ، ثُمَّ جَاءَ آخَرُ فَقَالَ: السَّلامُ عَلَيكُم وَرَحْمَةُ اللهِ، فَرَدَّ عليهِ، فَجَلَسَ، فَقَالَ: عِشْرون، ثُمَّ جَاءَ آخَرُ فَقَالَ: السَّلامُ عَلَيكُم وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكَاتُه، فَرَدَّ عليهِ، فَجَلَسَ، فَقَالَ: ثَلاثُونَ رواه أَبُو داود، والترمذي وقال: حديث حسن.

وعن عائشةَ- رضي الله عنها- قالتْ: قَالَ لي رسولُ الله ﷺ: هَذَا جِبرِيلُ يَقْرَأُ عَلَيْكِ السَّلامَ، قالَتْ: قُلْتُ: وَعَلَيْه السَّلامُ ورحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ. متفقٌ عَلَيْهِ.

وعن أنسٍ – رضي الله عنه-: أن النَّبيَّ ﷺ كَانَ إِذَا تَكَلَّمَ بِكَلمةٍ أعَادهَا ثَلاثًا حتَّى تُفْهَم عَنْهُ، وَإِذَا أتَى عَلَى قوْمٍ فَسَلَّمَ عَلَيهم سَلَّم عَلَيهم ثَلاثًا. رواه البخاري.

قال العلامة ابن باز رحمه الله في شرح رياض الصالحين:”إنَّ الأكمل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وإذا اقتصر على واحدةٍ: السلام عليكم فقط، أو رحمة الله فلا بأس، والرد يكون مثل ذلك أو أكثر، إما مثله أو أحسن؛ لأنَّ الله يقول سبحانه: وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا [النساء:86].. ، فالحديث يدل على شرعية إفشاء السلام، وعلى شرعية كون الإنسان يختار على ما هو الأفضل“من موقع سماحته.

اللهم وفقنا للعمل بالسنة.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جميع الحقوق محفوظة لـ موقع الشيخ أسامة بن سعود العمري © 2023
Made By Wisyst.com