الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد :
فإنه يتناقل بعض الناس في وسائل التواصل الاجتماعي بعض المخالفات الشرعية والمنكرات الحاصلة في زمان أو مكان معين بحجة الإنكار، وليعلم أن إشاعة المخالفات الشرعية الواقعة من أفراد من بني آدم، بل ولا حتى المخالفات الظاهرة ليست بطريقة سلفية بل هذه الإشاعة طريقة خارجية بدعية، فلقد حرص السلف-رحمهم الله- على عدم إشاعة المُنكرات يقول التابعي خالد بن معدان-رحمه الله- ( من حدَّثَ ما أبصَـرَتُهُ عيناه وسمِعَتُهُ أُذناه فهو مِن الذينَ يُحبونَ أن تشِيعَ الفاحشة في الذينَ آمنوا ) تفسير ابن أبي حاتم ١٠٢/١٠.
وقد تحصل للإنسان بنقل المنكر ونشره وإذاعته فتنة في نفسه أو لغيره، وقد كان معافى من ذلك. قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله -: ” فقد تحصل للعبد فتنة بِنَظر منهي عنه،وهو يظن أنه نَظَر عِبرة” (مجموع الفتاوى ٣٤٣/١٥.
فليتق الله ناشر المنكرات الواقعة من أفراد معدودين في المملكة العربية السعودية، وقد جرت معالجتها بحمد الله، فإن تشويه بلد كبلاد التوحيد المملكة العربية السعودية وإظهاره بمنظر النقص المطلق، معدود في المنكرات الشبهاتية التي يجب على الناشر التوبة والرجوع إلى الله جل علا.
كما أننا ندعو إلى التوبة من وقع في منكر شهواني، فكذلك ندعو من باب أولى من وقع في منكر شبهاتي إلى التوبة،فكما قال ائمة الإسلام كسفيان الثوري وغيره “إن البدعة أحب إلى ابليس من المعصية”
لماذا؟
من ضمن أجوبة أهل السنة على ذلك ما قاله شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :“فأما ما قد يُتخذ دينا فلا يُعلم أنه ذنب إلا من علم أنه باطل، كدين المشركين وأهل الكتاب المبدل، فإنه مما تجب التوبة والاستغفار منه، وأهله يحسبون أنهم على هدى، وكذلك البدع كلها”الفتاوى ٦٨٤/١١.
فالناشر للمعاصي الشهوانية بحجة الإنكار والغيرة على دين الله، أشر من أصحاب المعاصي الشهوانية أنفسهم بالسنة والإجماع.
وأسأل الله أن يعز المملكة العربية السعودية وأن يحفظها، ويحفظ ولاة أمورنا وأن يثبتهم على الخير والبر والتقوى، وأسأل الله لهم التسديد والتأييد والتوفيق.
اترك تعليقاً