قال النَّبي ـ- صلَّى الله عليه وسلَّم – في حديث أبي هريرة قال: (( مَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِى بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ الله يَتْلُونَ كِتَابَ اللِه وَيَتَدَارَسُونَهُ )) ليست تلاوة فقط بل مدارسة لكتاب الله – سبحانه وتعالى – فليس الحفظ فقط مطلوب، ولكن إقامة حدود الله مطلوبة مع الحفظ, كم منا حافظ لكتاب الله – سبحانه وتعالى – ؟ كم منا قارئ لكتاب الله-سبحانه وتعالى-؟
ولكن – والعياذ بالله- إذا جاء أمرٌ محرم انتهك حرمات الله-سبحانه وتعالى-لذلك كان السَّلف – رحمهم الله – يهتمون مع الحفظ بالعمل, ويهتمون مع حفظ الحروف بإقامة الحدود لهذه الحروف, يلتزمون كل ما جاء فيه أمر: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ وَابْتَغُواْ إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُواْ فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [المائدة: ٣٥] يلتزمون تقوى الله – سبحانه وتعالى – ﴿ وَأَقِيمُواْ الصَّلاةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ وَارْكَعُواْ مَعَ الرَّاكِعِينَ ﴾ [البقرة: ٤٣] يلتزمون إقامة الصلاة, كما قال عبد الله بن مسعود-رضي الله عنه وأرضاه-: قال: إذا سمعت قول الله-سبحانه وتعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ) فَارْعِ لَهَا سَمْعَك – اسْتَمِع أصْغِ- إِمَّا أَمْرٌ تُؤْمرُ بِهِ أَوْ نَهْي تُنْهَى عَنْه.